تنبيهات على بعض أخطاء الحجاج
تنبيهات على بعض أخطاء الحجاج
تنبيهات على بعض أخطاء الحجاج
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
وبعد:
فقد فرض الله تبارك وتعالى على عباده الحج، وعلق هذه الفريضة على الاستطاعة رحمة بهم، فقال: (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)). ثم جاء بيان أحكام الحج من المصطفى صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة.
وقد رتب الشارع الحكيم الأجر العظيم لمن حج وأتقن حجه؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)
فللحصول على هذه الجائزة العظيمة، لا بد من بذل الوسع والطاقة ومجاهدة النفس في اتقان الحج ومناسكه، وكذلك الصبر على وعثاء السفر ومشاقه، والصبر على أخلاق الناس التي ربما تتغير بسبب ما يعانونه من تعب السفر ، وهم بذلك درجات وأصناف.
وقد يقع بعض الحجاج ببعض الأخطاء في أداء مناسك الحج، وذلك بسبب عدم الإحاطة بهذا الأمر.
لذا رأيت _ بعد التوكل على الله تعالى _ أن أنبه على بعض الأمور التي قد يقع بها الحجاج :
نبدأ من الإحرام: وهو بداية النسك، فعند الإحرام يحرم على الحاج مجموعة من الأمور مثل : لبس المخيط للرجال، ووضع الطيب، وقص الشعر وتقليم الأظافر وغيرها .
ومن أهم الأخطاء التي يقع بها الحاج وخاصة المدخنون: هو التدخين خلال الإحرام.
فإذا كان الطيب _ وهو مباح ومرغوب _ محرماً على المحرم، فكيف بالدخان وهو محرم وخبيث الرائحة؟!
فعلى المدخن أن يصبّر نفسه عن الدخان في هذه الفترة ، لعل الله أن يجعل له منه خلاصاً.
وكذلك على الحاج أن يصون لسانه وبصره وسمعه عما حرم الله تعالى. لقوله تعالى: (( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )).
وأما بالنسبة للاضطباع، (وهو كشف الكتف الأيمن بالنسبة للرجال) فيكون عند بداية الطواف بالكعبة وينتهي بانتهاء الطواف.
والخطأ أن بعض الحجاج يضطبع من بداية إحرامه إلى أن يتحلل منه.
ثم من الأخطاء أن بعض الحجاج لا يحسنون لبس ملابس الإحرام، فتجد أن البعض تنكشف عورته ولا يبالي : كأن يكون الإزار أسفل السرة أو أن يكون لباسه رقيقاً فيشف كما تحته.
وكذلك منهم من يضع الرداء على كتفيه ويبقي جسده مكشوفاً، وهذا لا يصح.
وأما بالنسبة للنساء في الإحرام؛ فإن للمرأة أن تكشف الوجه والكفين ولا تلزم بلبس لون معين، كما تفعل بعض النساء بلبس البياض من الثياب للإحرام.
وأما من ترى وجوب تغطية الوجه _ والمسألة فيها خلاف عند أهل العلم _ فعند وجود الرجال تغطي وجهها ولكن بغير النقاب ، لأن النقاب يكون مشدوداً على الوجه، ولكن تسدل الخمار على وجهها إسدالاً من أعلى رأسها. وعند عدم وجود الرجال الأجانب فيلزمها كشف الوجه والكفين.
وأما خلال الطواف والسعي:
فمن الأخطاء التي تحصل أن يقوم أحد الحجاج بحمل كتاب أدعية ويدعو بصوت مرتفع وخلفه مجموعة من الحجاج يعيدون وراءه بصوت مرتفع، فيشوشون على غيرهم.
وهذا لا ينبغي، إنما يدعو الحاج بما شاء من الخير وبأي كيفية يعرفها، وله أن يذكر الله أو أن يقرأ القرآن.
وهناك من يزاحم عند الحجر الأسود لتقبيله، وهذا لا يجوز، فمن استطاع تقبيل الحجر من غير مزاحمة فلا بأس، ومن لم يستطع فيكفيه اللمس، ومن لم يستطع تكفيه الإشارة من بعيد.
ومن الأخطاء التي تحصل في السعي بالنسبة للنساء؛ وهو الهرولة بين العلمين الأخضرين، وهذا لا يطلب إلا من الرجال فقط استحباباً وليس من باب الوجوب.
وأما في الحلق أو التقصير، فالخطأ الذي تقع به بعض النساء؛ أن تكشف جزءاً من شعرها من أجل قصه، وأمام الناس وهذا لا يجوز.
وأما في يوم عرفة:
وما أدراك ما يوم عرفة؟ إنه يوم تغفر فيه الذنوب، وتعتق فيه الرقاب من النار، وترفع فيه الدرجات، ويدنو الله تبارك وتعالى من عباده، ويباهي بهم أهل السماء، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل ليباهي الملائكة بأهل عرفات يقول انظروا إلى عبادي شعثاً غبرا)
وفي رواية : (فإن الله عز وجل يهبط إلى السماء الدنيا ثم يباهي بكم الملائكة، ويقول: ( هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا ، من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ، فلو كانت ذنوبهم عدد الرمل ، أو عدد القطر ، أو زبد البحر ، لغفرتها ، أفيضوا ، فقد غفرت لكم ولمن شفعتم له)
في هذا اليوم العظيم، الذي تعتق في النفوس من النار، يطمع إبليس الرجيم بمغفرة الله عز وجل.
في هذا اليوم العظيم، الذي يستجاب فيه الدعاء ، يتوجه الناس إلى ربهم تبارك وتعالى بالتضرع والدعاء، بخشوع، وخضوع، وسكينة، ودموع.
وفي خضم هذا المشهد العظيم؛ ترى بعض الناس في غفلة عظيمة عن مثل هذا الأمر العظيم.
فترى البعض يغط في نوم عميق ينتظر غروب الشمس، للانتهاء من هذا اليوم.
والبعض يشغل نفسه بمعصية الله، من خلال التدخين والبعض قد يحضر معه ما يسمى ( الأرجيله ) والله المستعان.
والبعض ربما يعملون الجلسات التي يطول فيها الكلام وربما يتناولون فيه الغيبة والنميمة وغيره من الأمور المحرمة.
وقد يشغل البعض نفسه بالبحث عن الطعام والشراب من هنا وهناك، مضيعاً لهذه الأوقات الثمينة والتي ربما لا يوافقها في يوم آخر من حياته.
وأما عند رمي الجمرات:
فالمطلوب رمي حصيات صغيرة الحجم، فتجد البعض يرمي حذاءه ظاناً أن هذا الذي يرجمه هو ابليس، وليس كذلك، ويطلق البعض_ خطأ_ اسم ابليس على مكان رمي الجمرات.
ومن الأخطاء العامة التي تقع لبعض الحجاج :
أن البعض لا يحتمل الآخرين فتجده ربما يسب ويشتم، ويصيح بالناس.
ومثل هذا ضيع على نفسه الخير الكثير والأجر الجزيل،
فكان حرياً به أن يصبر نفسه وأن يتعاون مع إخوانه، ويخدم بعضهم بعضا،
ليحصلوا بالنهاية على الجائزة العظيمة وهي كما في الحديث: ( رجع كيوم ولدته أمه) يعني خالياً من الذنوب.
فنسال الله المغفرة من الذنوب.
والحمد لله رب العالمين
كتبه الشيخ محمد غانم
أنوار الإيمان- مديرة المنتدى
- الجنس :
عدد المساهمات : 234
نقاط : 5431
تاريخ التسجيل : 14/10/2010
المزاج : الحمد لله تمام
البيانات الشخصية
بيانات العضو:
رد: تنبيهات على بعض أخطاء الحجاج
همس المشاعر- انوار ذهبية
- الجنس :
عدد المساهمات : 294
نقاط : 5215
تاريخ التسجيل : 28/11/2010
رد: تنبيهات على بعض أخطاء الحجاج
وجعلها في موازين حسناتكم
ام كريم- أنوار الإيمان المتميزة
- الجنس :
عدد المساهمات : 1648
نقاط : 7270
تاريخ التسجيل : 16/10/2010
العمر : 42
المزاج : متقلب احيآنآ
البيانات الشخصية
بيانات العضو: