الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية)
الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية)
[رواه مسلم:223].
الشرح
عن أبي مالك - الحارث بن عاصم - الأشعري
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Article_ratheya](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif)
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Article_salla](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif)
شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي، أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك، لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى:
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Braket_r](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif)
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Braket_l](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif)
فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان، لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور... لكن المعنى الأول أحسن وأعم.
وقال: { والحمد لله تملأ الميزان } الحمد لله تعني: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية، { تملأ الميزان } أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Article_salla](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif)
وقال: { سبحان الله والحمد لله } يعني الجمع بينهما { تملأ } أو قال: { تملان ما بين السماء والأرض } وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عزوجل، ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال، فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض.
ثم قال: { والصلاة نور } يعني: أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه، وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى:
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Braket_r](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif)
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Braket_l](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif)
وقال: { والصدقة برهان } أي دليل على صدق صاحبها، وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه.
قال: { والصبر ضياء } الصبر أقسامه ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر على معصية الله، وصبر على أقدار الله.
وقال: { ضياء } نوراً مع حرارة كما قال تعالى:
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Braket_r](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif)
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Braket_l](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif)
والشمس فيها النور والحرارة، والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار.
وقال أيضاً: { والقرآن حجة لك أو عليك } والقرآن حجة لك، أي عند الله عزوجل أو حجة عليك ...
فإن عملت به كان حجة لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك، ثم بين النبي
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Article_salla](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif)
وقال: { فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم، فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله، فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه، أي: حررها من رق الشيطان.
ففي الحديث فوائد:
1 - الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين، وأنه شطر الإيمان.
2 - الحث على حمد الله وتسبيحه، وأن ذلك يملأ الميزان، وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض.
3 - الحث على الصلاة، وأنها نور يتفرع على هذه الفائدة أنها تفتح للإنسان باب العلم والفقه.
4 - الحث على الصدقة، وبيان أنها برهان، ودليل عل صدق إيمان صاحبها.
5 - الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة على الإنسان كما تحصل المشقة بالحرارة.
6 - أن القرآن حجة للإنسان أوعليه، وليس هناك واسطة بحيث لا يكون حجة للإنسان أو حجة عليه، بل إما كذا وإما كذا، فنسأل الله أن يجعله حجة لنا نافعاً لنا.
ومن فوائد الحديث: أن كل الناس لا بد أن يعملوا لقوله: { كل الناس يغدو } وثبت عن النبي
![الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير( الأربعون النووية) Article_salla](https://2img.net/h/www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif)
ومن فوائد الحديث: أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها، فإن عمل بطاعة الله واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان الأمر بالعكس فقد أوبقها، أي أهلكها.
ومن فوائد الحديث: أن الحرية حقيقة هي: القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراده، قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان
فكل إنسان يفر من عبادة الله، فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان.
تهاني الغانم- أنوار الإيمان المتميزة
- الجنس :
عدد المساهمات : 2344
نقاط : 9068
تاريخ التسجيل : 15/10/2010
الموقع : الأردنالمزاج : سعيدة بوجودي بين أسرتي أنوار الإيمان
البيانات الشخصية
بيانات العضو:
همس المشاعر- انوار ذهبية
- الجنس :
عدد المساهمات : 294
نقاط : 5258
تاريخ التسجيل : 28/11/2010
![-](https://2img.net/i/fa/m/tabs_less2.gif)
» الحديث التاسع والعشرون: أبواب الخير( الأربعون النووية )
» الحديث الثالث : أركان الإسلام ( الأربعون النووية )
» الحديث الثالث عشر: من كمال الإيمان( الأربعون النووية )
» الحديث الخامس والعشرون: فضل الذكر( الأربعون النووية )